مدونة التوجيه والإرشاد
الخميس، 18 سبتمبر 2014
السبت، 13 سبتمبر 2014
استخدام فنيات العلاج المعرفي السلوكي
ورقة عمل تم تقديمها في ملتقى الاستشارات النفسية، الرياض، السعودية.
الفرق بين التوجيه والارشاد
يعرف التوجيه والإرشاد بأنه عملية مخططة ومنظمة تهدف إلى مساعدة الطالب لكي يفهم ذاته ويعرف قدراته وينمي إمكاناته ويحل مشكلاته ليصل إلى تحقيق توافقه النفسي والاجتماعي والتربوي والمهني وإلى تحقيق أهدافه في إطار تعاليم الدين الإسلامي . ويعد كل من التوجيه والإرشاد وجهان لعمله واحدة وكل منهما يكمل الآخر ، إلا أنه يوجد بينهما بعض الفروق التي يحسن الإشارة إليها هنا : التوجيه : عبارة عن مجموعه من الخدمات المخططة التي تتسم بالاتساع والشمولية وتتضمن داخلها عملية الإرشاد ، ويركز التوجيه على إمداد الطالب بالمعلومات المتنوعة والمناسبة وتنمية شعوره بالمسؤولية بما يساعده على فهم ذاته والتعرف على قدراته وإمكاناته ومواجهة مشكلاته واتخاذ قراراته وتقديم خدمات التوجيه للطلاب بعدة أساليب كالندوات والمحاضرات واللقاءات والنشرات والصحف واللوحات والأفلام والإذاعة المدرسية …الخ أما الإرشاد : فهو الجانب الإجرائي العملي المتخصص في مجال التوجيه والإرشاد وهو العملية التفاعلية التي تنشأ عن علاقات مهنية بناءة مرشد ( متخصص ) ومسترشد ( طالب ) يقوم فيه المرشد من خلال تلك العملية بمساعدة الطالب على فهم ذاته ومعرفة قدراته وإمكاناته والتبصر بمشكلاته ومواجهتها وتنمية سلوكه الإيجابي,وتحقيق توافقه الذاتي والبيئي ,للوصول إلى درجة مناسبة من الصحة النفسية في ضوء الفنيات والمهارات المتخصصة للعملية الإرشادية. |
دور المرشد الطلابي في المدرسة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
العملية التربوية داخل المدرسة هي تكاملية كل مكمل للآخر من اجل ايجاد بيئة تربوية ناجحة ولايخفى على الجميع أهمية الدور التربوي الفعال الذي يضطلع به المرشد الطلابي داخل الحقل التربوي ...
المرشد الطلابي في اعتقادي هو عصب الحياة في المدرسة فكلما كان المرشد ملم بأدواره الإرشادية كان له قصب السبق في جعل المدرسة تنعم بهدوء سلوكي وتفوق دراسي لذلك هو العمود الفقري للمدرسة فهو الذي يعمل على إيجاد التوازن في المدرسة ويكون هو حلقة الوصل في المدرسة بين إدارة المدرسة وأعضاء هيئة التدريس من جانب وبين المعلمين والطلاب من جانب آخر ,
ومن الأدوار المهمة للمرشد الكشف عن المشكلات التربوية داخل المدرسة ثم إيجاد الحلول المناسبة لها . أيضا من ادوار المرشد الاهتمام بمجالات التوجيه والإرشاد ( الديني ـ الوقائي ـ التربوي ـ المهني ـ الاجتماعي ) والعمل على تفعيلها إثناء العام الدراسي .
أما أهم الأدوار من وجهت نظري فهو الجانب التوعوي الذي على المرشد القيام به وإعطاءه الكثير من الاهتمام من خلال تنفيذ الأسابيع التوعوية ( المهني ـ التدخين ـ المخدرات والاستمرار في تنفيذها طوال العام لتخدم الطالب وتوعيته التوعية المناسبة والأدوار التي يقوم بها المرشد متعددة وكثير ولكن حبيت أن أوجز لكم بعض منها
صفات المرشد الناجح :
1. أن يتحلى المرشد الطلابي بالأخلاق الإسلامية قولاً و عملاً وأن يكون قدوة حسنة في الصبر والأمانة وتحمل المسئولية
2. ان يكون المرشد الطلابي قدوة حسنة للطلاب
3. أن يتمتع المرشد الطلابي بالصدق والأمانة وحسن الخلق
4. أن يكون المرشد الطلابي على قدر كبي من السرية التامة ليكسب ثقة المسترشد
5. أن يكون المرشد الطلابي مستمع جيد فيصغي باهتمام للمسترشد أثناء حديثه
6. ان يكون المرشد منضبط في الدوام وان يتواجد في المدرسة بصفة مستمرة من بداية اليوم الدراسي إلى نهايته
7. أن يطور قدراته المعرفية والمهارية في مجال التوجيه والإرشاد عن طريق الاطلاع على المراجع العلمية والاشتراك في الدوريات المتخصصة وحضور المؤتمرات والندوات في مجال اختصاصه والمشاركة الفاعلة فيها
8. ان يكون المرشد الطلابي قريب جدا من الطلاب ويتلمس حاجاتهم ويعمل على قضاءها
9. ان يكون المرشد الطلابي لين الجانب بشوش الوجه يستخدم المفردة المناسبة ويبتعد عن التجريح او توجيه الإساءة للمسترشد
10. التقبل الإيجابي للطالب بالإصغاء لمشكلاته دون إصدار أحكام تقويمية عليها والنظر إلى الطالب باعتباره إنساناً له كرامة وقيمة مما يعطيه شعوراً بأن هناك من يفهمه ويتتبع حالته ويهمه أمره .
11. أن يتميز المرشد الطلابي بالمرونة في التعامل مع حالات المسترشدين ( الطلاب ) وعدم التقييد بأساليب محددة في فهم مطالبهم وحاجاتهم الإرشادية .
وفي الختام أتمنى أن أكون أعطيت الموضوع ولو شيء يسير من حقه ولكم جزيل الشكر
العملية التربوية داخل المدرسة هي تكاملية كل مكمل للآخر من اجل ايجاد بيئة تربوية ناجحة ولايخفى على الجميع أهمية الدور التربوي الفعال الذي يضطلع به المرشد الطلابي داخل الحقل التربوي ...
المرشد الطلابي في اعتقادي هو عصب الحياة في المدرسة فكلما كان المرشد ملم بأدواره الإرشادية كان له قصب السبق في جعل المدرسة تنعم بهدوء سلوكي وتفوق دراسي لذلك هو العمود الفقري للمدرسة فهو الذي يعمل على إيجاد التوازن في المدرسة ويكون هو حلقة الوصل في المدرسة بين إدارة المدرسة وأعضاء هيئة التدريس من جانب وبين المعلمين والطلاب من جانب آخر ,
ومن الأدوار المهمة للمرشد الكشف عن المشكلات التربوية داخل المدرسة ثم إيجاد الحلول المناسبة لها . أيضا من ادوار المرشد الاهتمام بمجالات التوجيه والإرشاد ( الديني ـ الوقائي ـ التربوي ـ المهني ـ الاجتماعي ) والعمل على تفعيلها إثناء العام الدراسي .
أما أهم الأدوار من وجهت نظري فهو الجانب التوعوي الذي على المرشد القيام به وإعطاءه الكثير من الاهتمام من خلال تنفيذ الأسابيع التوعوية ( المهني ـ التدخين ـ المخدرات والاستمرار في تنفيذها طوال العام لتخدم الطالب وتوعيته التوعية المناسبة والأدوار التي يقوم بها المرشد متعددة وكثير ولكن حبيت أن أوجز لكم بعض منها
صفات المرشد الناجح :
1. أن يتحلى المرشد الطلابي بالأخلاق الإسلامية قولاً و عملاً وأن يكون قدوة حسنة في الصبر والأمانة وتحمل المسئولية
2. ان يكون المرشد الطلابي قدوة حسنة للطلاب
3. أن يتمتع المرشد الطلابي بالصدق والأمانة وحسن الخلق
4. أن يكون المرشد الطلابي على قدر كبي من السرية التامة ليكسب ثقة المسترشد
5. أن يكون المرشد الطلابي مستمع جيد فيصغي باهتمام للمسترشد أثناء حديثه
6. ان يكون المرشد منضبط في الدوام وان يتواجد في المدرسة بصفة مستمرة من بداية اليوم الدراسي إلى نهايته
7. أن يطور قدراته المعرفية والمهارية في مجال التوجيه والإرشاد عن طريق الاطلاع على المراجع العلمية والاشتراك في الدوريات المتخصصة وحضور المؤتمرات والندوات في مجال اختصاصه والمشاركة الفاعلة فيها
8. ان يكون المرشد الطلابي قريب جدا من الطلاب ويتلمس حاجاتهم ويعمل على قضاءها
9. ان يكون المرشد الطلابي لين الجانب بشوش الوجه يستخدم المفردة المناسبة ويبتعد عن التجريح او توجيه الإساءة للمسترشد
10. التقبل الإيجابي للطالب بالإصغاء لمشكلاته دون إصدار أحكام تقويمية عليها والنظر إلى الطالب باعتباره إنساناً له كرامة وقيمة مما يعطيه شعوراً بأن هناك من يفهمه ويتتبع حالته ويهمه أمره .
11. أن يتميز المرشد الطلابي بالمرونة في التعامل مع حالات المسترشدين ( الطلاب ) وعدم التقييد بأساليب محددة في فهم مطالبهم وحاجاتهم الإرشادية .
وفي الختام أتمنى أن أكون أعطيت الموضوع ولو شيء يسير من حقه ولكم جزيل الشكر
أسس التوجيه والإرشاد النفسي
اولا : الأسس العامة للتوجيه والارشاد.
ثبات السلوك الانسانى.
السلوك هو أى نشاط حيوى هادف يصدر من الكائن الحى نتيجة علاقة تفاعلية بينه وبين البيئة المحيطة به.
يتدرج السلوك الانسانى من البساطة( السلوك الانعكاسى) الى التعقيد ( السلوك الاجتماعى).
السلوك الانسانى فى جملته مكتسب ومتعلم من التنشئة والتعليم ويتسم بالثبات النسبى ، لذا يمكن التنبؤ به فى الظروف العادية.
حتى يستطيع الاخصائى النفسى ان يفهم السلوك الانسانى فلابد وان يدرس السلوك الانسانى بغزارة فى مواقف متعددة .
حتى يستطيع المرشد النفسى ان يتنبئ بالسلوك ويغيره أو يعدله فلابد من المامه بمعايير النمو العادية ومعرفة العلاقات الاجتماعية ( علم نفس النمو وعلم الاجتماع).
مرونة السلوك الانسانى.
رغم ان السلوك الانسانى ثابت نسبيا الا انه مرن وقابل للتغير والتعديل ، والدليل على ذلك تدريب الحيوانات فى السيرك، الطفل المتوحش فى غابة الامزون ، الطفلتين الذئبتين.
يلاحظ انه من المسلم به فى التوجيه والارشاد ان من الممكن ان يتم اعادة تنظيم الشخصية ومفهوم الذات للفرد بما يعدل سلوكه ومن ثم يتم تحويل السلوك غير السوى المضطرب الى سلوك سوى.
السلوك الانسانى فردى وجماعى
سلوك الفرد وهو بمفرده تظهر فيه أثار الجماعة ، وهو فى وسط الجماعة تظهر فيه فرديته.
الجماعة تعد ثرموثتات أو منظم السلوك الفردى.
فالمعايير الاجتماعية هى التى تحدد وتسهل سلوك الفرد والجماعة وتحدد المتوقع فى المواقف الاجتماعية.
وفى نفس الوقت فالفرد وهو وسط الجماعة يلعب ادوارا اجتماعية متعددة ( اب – زوج – اخ )، فهو يمارس المعايير السلوكية التى اكتسبها من الجماعة على نحو فردى متميز .
استعداد الفرد للتوجيه والارشاد.
فلابد وان يكون الفرد مستعدا للتوجيه والارشاد حتى تتحقق الفائدة المرجوة منه.
بداخل كل فرد حاجة ملحة للتوجيه والارشاد، وهذه الحاجة تتطلب ان يصاحبها من الفرد دافعية وارادة ورغبة فى التغيير.
5- حق الفرد فى التوجيه والارشاد.
طالما ان التوجيه والارشاد حاجة لدى كل فرد ، اذن هى حق لكل مواطن يجب وان تكفله الدولة لكل مواطن.
6- حق الفرد فى تقرير مصيره.
ان الارشاد ليس فرض ، او وصاية على الافراد من قبل المرشد.
الارشاد يساعد العميل على حل مشاكله، لأن هناك قاعدة اساسية مؤداها:
ليس هناك من هو اعرف بالفرد من نفسه.
من اسس الارشاد الثقة فى الفرد واحترامه مهما كان جنسه أو لونه.
الفرد العادى له حرية اختيار مصيره وتقريره من بين الحلول التى يقررها له المرشد.
7- تقبل العميل
لكن : تقبل العميل لا يعنى تقبل سلوك العميل.
8- استمرار عملية الارشاد.
عملية الارشاد عملية مستمرة متتابعة من الطفولة الى الكهولة.
على المرشد ان يتابع عملية الارشاد فالارشاد خدمة مستمرة منتظمة.
يقوم الارشاد على اساس تقبل المرشد للعميل كما هو بدون شروط وبلا حدود ، الامر الذى يتيح الثقة المتبادلة فى العملية الارشادية .
9- الدين ركن اساسى.
الدين عنصر اساسى فى حياة الانسان والتربية السليمة تشمل التربية الدينية والصحة النفسية تشمل السعادة فى الدنيا والدين.
المعتقدات الدينية تعد ضوابط للسلوك ومعايير هامة تؤثر فى العلاقة الارشادية.
ولأن العملية الارشادية عملية انسانية فلابد وان تتداخل فيها المعتقدات الدينية.
الأسس الفلسفية للتوجيه والارشاد.
1- طبيعة الانسان.
الكثير من النظريات تناولت طبيعة الانسان واختلفت فى تفسيرها لماهية الانسان فلكل نظرية مسلماتها ( سنتناول تلك النظريات بالتفصيل لاحقا).
فعلى سبيل المثال نظرية الذات ترى ان الانسان كائن خير بطبيعته، بينما ترى نظرية التحليل النفسى ان الانسان شهوانى عدوانى وبين هاتين الوجهتين ترى النظرية السلوكية ان الانسان محايد وسلوكه يتشكل بحسب ما يتعلمه خيرا كان او شرا.
القرآن الكريم حدد لنا صفات النفس البشرية .
والخلاصة ان على علم التوجيه والارشاد ان يقوم على اساس فهم كامل لطبيعة الانسان.
أخلاقيات الارشاد النفسى
هناك ما نطلق عليه بالدستور الاخلاقى للمرشدين والمعالجين النفسيين الصادر عن جمعية علم النفس الامريكية ورابطة المرشدين النفسيين الامريكية.
وهو يهدف الى :
تعريف المرشد بواجباته وحقوقه تجاه العميل.
تعريف المرشد بحوده ومسؤلياته.
أهم بنود الدستور.
الاضرار بطرف ثالث.
الصالح العام.
ان يكون المرشد مؤهلا ومزود بالعلم والمعرفة المتخصصة.
الاضرار بالمرشد نفسه.
العلاقة تكون مهنية فقط ولا تتطور الى نوع اخر من العلاقات.
العمل المخلص من خلال استخدم افضل الاساليب فى الارشاد والتى تتفق مع حاجات العميل ، حتى يشعر المرشد بالرضا وراحة الضمير.
احترام تخصص الزملاء.
العمل كفريق متعاون من الاخصائيين.
الاستشارة المتبادلة للحالات المستعصية.
سرية المعلومات ، لكن السرية تسقط فى حالات:
الاحالة لاخصائى آخر .
كرامة المهنة ( لا يعرض المرشد خدماته على الجمهور).
الأسس النفسية والتربوية.
الفروق الفردية.
الفروق الفردية مبدأ وقانون عام أساسى فى علم النفس، ولأن التوجيه والارشاد حق لكل فرد ، لذا فالفروق الفردية من الامور الهامة فى التوجيه والارشاد.
الافراد يختلفون من حيث الكم والكيف فى خصائصهم المختلفة ، لذا على المرشد ان يتعرف على اسباب المشكلات النفسية والعوامل المسببة له.
مع تعدد الفروق الفردية تتعدد طرق الارشاد فليست هناك طريقة واحدة تناسب الجميع.
الفروق بين الجنسين فى جوانب النمو المختلفة امر مسلم به، الا ان التنشئة الاجتماعية تلعب دورا هاما فى ابراز الفروق بين الجنسين فى الادوار التى يقوم بها كلا الجنسين.
هناك ما نطلق عليه بالذكورة النفسية والانوثة النفسية، ولابد وان يلم المرشد بميل سلوك الفرد تجاه الذكورة أو الانوثة.
مطالب النمو.
يقصد بمطالب النمو الامور التى تحتاج اليها المرء حتى ينمو نموا سليما بحيث يصبح سعيدا وناجحا فى كل مرحلة من مراحل حياته.
مطالب النمو تنشأ نتيجة تفاعل مظاهر النمو العضوى مع آثار الثقافة ومستوى طموح الفرد.
ترابط مطالب النمو ، بمعنى ان الفرد الذى يميل الى تحقيق مطلب من مطالب النمو تحقيقا حسنا يميل الى تحقيق باقى المطالب للمرحلة بدرجة جيدة ، كما يميل الى تحقيق مطالب النمو فى المراحل التالية بدرجة مماثلة من النجاح.
الأسس الاجتماعية.
الاهتمام بالفرد كعضو فى جماعة.
الانسان كائن اجتماعى منذ اللحظة الاولى لميلاده.
الانسان كفرد يعيش واقع اجتماعى له معايير وقيمة.
هناك ما نطلق عليه بالارشاد الجماعى .
يقوم الارشاد الجماعى على دراسة ديناميات الجماعة وسلوك المسايرة والمغايرة والضغط الاجتماعى سواء من الفرد للجماعة او العكس.
يتأثر سلوك الفرد بسلوك الجماعة المرجعية التى يرجع اليها الفرد فى تقييم سلوكه الاجتماعى ( جماعة يحبها).
يتأثر سلوك الفرد بالثقافة الاجتماعية ( عادات وتقاليد الجماعة المرجعية).
2-الاستفادة من كل مصادر المجتمع.
نقصد بها المؤسسات الاجتماعية مثل المؤسسات الدينية والتأهيل المهنى ).
المدرسة من أهم المؤسسات من حيث قدرتها على تقديم الخدمات الارشادية لأكبر عدد من اطفال المجتمع عن طريق المرشدين المدرسين.
مكونات الجهاز العصبى.
مكونات الجهاز العصبي
الجهاز العصبي المركزي : ( يتحكم في السلوك الارادي للإنسان )
-المخ ( الوظائف العقلية )
-الجهاز العصبي الذاتي: ( يتحكم في السلوك اللا إرادي للإنسان وتشمل ( الغدد - الجهاز الهضمي )
الأسس العصبية والفسيولوجية
الوظيفة الاساسية للجهاز العصبى هى السيطرة على اجهزة الجسم الأخرى.
تتم داخل الجهاز العصبى العديد من الوظائف الحسية والحركية والعمليات العقلية العليا حيث يختص كل جزء من اجزاء المخ بوظيفية معينه.
الجهاز العصبى يصدر فيه السلوك السوى واللاسوى.
احيانا يؤدى الانفعال المزمن الى اعراض جسمية تصيب الجهاز العصبى المركزى ويترتب عليها خلل فى اعصاب الحس والحركة ، وهذا هو ما نطلق عليه بالهستريا مثل العمى الهستيرى ، الصمم الهستيرى ، الشلل الهستيرى ..الخ.
احيانا يؤدى الانفعال المزمن الى الى اعراض جسمية تصيب الجهاز العصبى المركزى الذاتى ، فتظهر فى صورة اضطرابات نفسية جسمية ، مثال ذلك الذبحة الصدرية ، ضغط الدم ، القرحة ، الاغماء
الجمعة، 12 سبتمبر 2014
العلاج الواقعي لويليام جلاسر William Glasser
الجذور التاريخية للعلاج الواقعي
يرجع الفضل في تقديم العلاج الواقعي Reality Therapy إلى الدكتور "ويليام جلاسر" William Glasser الذي بدأ في الاتجاه نحو هذا الأسلوب العلاجي الحديث عام 1961م. في البدء كانت له اتجاهات نحو العلاج النفسي الإكلينيكي والطب النفسي. بعد ذلك بدأ في تحديد المفاهيم الأولية للعلاج الواقعي المعروف. وفي عام 1970م كان "جلاسر" يبحث عن نظرية تشرح تلك المفاهيم، حيث تبنى نظرية التحكم للعالم "ويليام بويرز" William Powers التي استفاد منها كثيرا في مجال الإرشاد، لإيمانه بقوة إمكانية التحكم كمفهوم أساس تقوم عليه النظرية. وقد قضى "جلاسر" عشرون عاما في شرح وتوضيح العلاج الواقعي بتوسع (Corey, 2001).
مع بداية عام 1996م توصل "جلاسر" إلى صورة واضحة عن ما كان يبحث عنه من نظرية، وفي تلك الأثناء قدم تعديلات على أسلوبه العلاجي، حتى أنه اقتنع من خلالها بعدم أهلية نظرية التحكم في شرح العلاج الواقعي. وفي نهاية المطاف اكتشف أن نظرية الاختيار Choice Theory تعكس مفاهيم العلاج الواقعي، على أنهما –نظرية الاختيار، والعلاج الواقعي- وجهين لعملة واحدة. ثم طرح "جلاسر" العلاج الواقعي على أنه مظلة تندرج تحته نظرية الاختيار، التي هي قلب وجوهر العلاج الواقعي (Glasser, 2000).
كان "جلاسر" يستخدم العلاج الواقعي بنجاح في جميع مجالات الطب النفسي ما عدا مجال الطفولة، الذي رأى بأن استخدام العلاج الواقعي فيه يكون مع الوالدين أكثر نجاحا وفاعلية، كما كان -وفي وقت مبكر- يستخدم تلك التقنية العلاجية في المدارس وفي مجال التعليم بشكل عام، موضحا أن التعليم الجيد هو الوسيلة الناجعة لتحقيق الحياة السعيدة. مع تلك النجاحات التي تحققت على يد "جلاسر" عُرف العلاج الواقعي ليس في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، وإنما أيضا في الكثير من دول العالم (Corey, 2000).
يرجع الفضل في تقديم العلاج الواقعي Reality Therapy إلى الدكتور "ويليام جلاسر" William Glasser الذي بدأ في الاتجاه نحو هذا الأسلوب العلاجي الحديث عام 1961م. في البدء كانت له اتجاهات نحو العلاج النفسي الإكلينيكي والطب النفسي. بعد ذلك بدأ في تحديد المفاهيم الأولية للعلاج الواقعي المعروف. وفي عام 1970م كان "جلاسر" يبحث عن نظرية تشرح تلك المفاهيم، حيث تبنى نظرية التحكم للعالم "ويليام بويرز" William Powers التي استفاد منها كثيرا في مجال الإرشاد، لإيمانه بقوة إمكانية التحكم كمفهوم أساس تقوم عليه النظرية. وقد قضى "جلاسر" عشرون عاما في شرح وتوضيح العلاج الواقعي بتوسع (Corey, 2001).
مع بداية عام 1996م توصل "جلاسر" إلى صورة واضحة عن ما كان يبحث عنه من نظرية، وفي تلك الأثناء قدم تعديلات على أسلوبه العلاجي، حتى أنه اقتنع من خلالها بعدم أهلية نظرية التحكم في شرح العلاج الواقعي. وفي نهاية المطاف اكتشف أن نظرية الاختيار Choice Theory تعكس مفاهيم العلاج الواقعي، على أنهما –نظرية الاختيار، والعلاج الواقعي- وجهين لعملة واحدة. ثم طرح "جلاسر" العلاج الواقعي على أنه مظلة تندرج تحته نظرية الاختيار، التي هي قلب وجوهر العلاج الواقعي (Glasser, 2000).
كان "جلاسر" يستخدم العلاج الواقعي بنجاح في جميع مجالات الطب النفسي ما عدا مجال الطفولة، الذي رأى بأن استخدام العلاج الواقعي فيه يكون مع الوالدين أكثر نجاحا وفاعلية، كما كان -وفي وقت مبكر- يستخدم تلك التقنية العلاجية في المدارس وفي مجال التعليم بشكل عام، موضحا أن التعليم الجيد هو الوسيلة الناجعة لتحقيق الحياة السعيدة. مع تلك النجاحات التي تحققت على يد "جلاسر" عُرف العلاج الواقعي ليس في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، وإنما أيضا في الكثير من دول العالم (Corey, 2000).
الأفكار الفلسفية التي يقوم عليها العلاج الواقعي
أولاً/ نظرية الاختيار:
تفترض نظرية الاختيار أن الإنسان ليس مولودا كصفحة بيضاء ثم تتولى الحياة الكتابة فيها منذ اليوم الأول بعد الولادة، وإنما الإنسان مولود ومعه خمس موروثات هي في الحقيقة حاجات أساسية لكل إنسان تقوده خلال حياته اليومية، ربما بشكل غير واضح، وهي الحاجة للبقاء، والحاجة للحب والانتماء، والحاجة للقوة والتملك، والحاجة للحرية والاستقلالية، وأخيرا الحاجة للمرح. فكل إنسان لديه هذه الحاجات الخمس، ولكن قوة كل حاجة تختلف من فرد لآخر. ووفقا لذلك، فعدم الشعور بالرضا مرده عدم إشباع واحد أو أكثر من هذه الحاجات. الإنسان ربما لا يكون واعيا بحاجاته بقدر وعيه بأنه متعب نفسيا، ومن هذا المنطلق يكون دور الممارس المهني تدريس أو تعليم المسترشد نظرية الاختيار التي ستمكنه من التعرف على الحاجة غير المشبعة سعيا لإشباعها. وفي نهاية المطاف إذا نجح المسترشد في فهم وتطبيق النظرية سيتولد لديه الشعور بالرضا وتنجلي المشكلة (Glasser, 1999 ; Corey, 2001).
تؤكد نظرية الاختيار على أن جميع ما نعمله منذ الولادة وحتى الوفاة هي سلوكيات مختارة ومدفوعة من الداخل، وجملة كل سلوك أو تصرف هو دائما أفضل محاولة عملت لأجل إشباع حاجة أو أكثر. والسلوك المحدد دائما له هدف لأنه يأتي ليسد الفجوة بين المأمول والواقع. جملة السلوك تعلمنا بأن السلوكيات وبشكل عام هي نتاج أربعة أجزاء واضحة ومترابطة هي:
1- الشعور.
2- التفكير.
3- وظائف الأعضاء.
4- الحركات.
هذه الأجزاء الأربعة لابد وأن ترافق أعمالنا، وشعورنا وتفكيرنا. ولتوضيح كيف تعمل هذه الأجزاء الأربعة نمثل للسلوك المختار بالسيارة، فالمحرك هو الحاجة الأساسية للإنسان، والمقود هو الذي يمكننا من اختيار الاتجاه الذي نريد، أما الأربعة أجزاء: الشعور، والتفكير، ووظائف الأعضاء، والحركات فهي العجلات الأربعة. التفكير والعمل، مختارات لذا فهن العجلات الأمامية، أما الشعور ووظائف الأعضاء فهي العجلات الخلفية التي عليها أن تتبع العجلات الأمامية حيث لا يمكن اختيارها بشكل مباشر وإنما يمكن اختيارها بشكل غير مباشر. فعلى سبيل المثال لو أن شخصا ما اختار أن يضرب برأسه في الحائط فهو سيؤلم رأسه، ولو اختار أن يجري في الحر فسوف يعرق بدنه. في كلا المثالين كان اختيار التفكير ثم العمل سابقين على اختيار ألم الرأس "الشعور" وتعرق البدن "وظائف الأعضاء".
ثانياً/ المسؤولية:
البشر مسؤولون عن قلقهم واكتئابهم وغضبهم وأوجاعهم، وهم حينما يختارون الشقاء يختارونه على أنه الأفضل بالنسبة لهم ولما يريدون، فالممارس المهني حينما يبدأ في تعليم المسترشد نظرية الاختيار –في الغالب- يعترض المسترشد قائلا: "أنا أتألم، لا تقل لي بأنني اخترت هذا الوضع" وعلى الممارس المهني أن يجيب بأن الاختيار لم يكن مباشرا، وهنا قد لا يقتنع المسترشد قائلا: ولماذا نختار الألم والمعاناة؟ والإجابة على هذا السؤال أوردها "جلاسر" (Glasser, 1998; 2000) في ثلاث تبريرات، تجيب على التساؤل التالي: لماذا يختار الناس الألم والمعاناة؟
1- حينما يشارك الإنسان أو يدخل في علاقات غير مشبعة أو محبطة، فمن الطبيعي أن يتولد الغضب، بسبب هذا الغضب قد يسئ الإنسان في القول أو الفعل في حق شخص أو أشخاص آخرين، ثم تأتي الكآبة وربما أعراض مرضية أخرى كخيار لردع الغضب.
2- الكآبة هي الطريق الشائع الذي أكتشفه الإنسان لأجل طلب المساعدة وبدون توسل أو استجداء، أليس الإنسان حينما يتألم تمد له يد المساعدة دون أن يطلبها؟
3- الكآبة والأعراض المرضية الأخرى تجعل الإنسان يتجنب عمل الأشياء التي يخشاها، أو لديه خوف منها، فعلى سبيل المثال لو فصل شخص من عمله بالتأكيد ستتولد لديه الكآبة، وقد يقول له الآخرين: "هيا بسرعة ابحث عن وظيفة أخرى لأن انتظارك الطويل سيصعب عليك الحصول على عمل بديل" وهذا كلام صحيح، ولكن لأنه يخاف من التجربة مرة أخرى أو من النبذ أو الرفض في حالة عدم حصوله على وظيفة جديدة، سيختار الكآبة قائلا: "سأبحث عن وظيفة بديلة، ولكن لأنني مكتئب سأوجل البحث".
وبما أن الإنسان هو الذي يختار أعماله، إذن هو المسؤول عن اختياراته. وفي العلاقات الاجتماعية ليس هذا معناه بأن الإنسان عليه أن يلوم أو يعاقب نفسه. ولكن المرشد الاجتماعي يدرك أن العملاء مسؤولون عن خياراتهم، رغم أن العملاء يرفضون وبشدة فكرة أنهم اختاروا السلوك المرفوض أو اختاروا العناد لأنفسهم، لذا لابد أن يكون المرشد الاجتماعي واعياً لئلا يدخل في نقاش ساخن مع المسترشد حول هذا الموضوع، حيث وفي مثل هذه المواقف يفضل أن يركز المرشد الاجتماعي على نقطة هنا والآن، أي ما يمكن للعميل أن يختاره كالتقرب إلى الناس الذين يحتاج إليهم. على سبيل المثال الموظف الذي لديه علاقات سيئة مع رئيسه، عوضاً عن أن يختار اللوم، لماذا لا يختار التعاون والاحترام في العلاقة بينه وبين الرئيس، لأن الموظف قد خسر في الاختيار الأول، الذي هو العلاقة السيئة التي جلبت له المتاعب، فقد ينجح في الاختيار الثاني الذي هو التعاون والاحترام.
ثالثاً/ منطقة الخواص:
ترى نظرية الاختيار أن هناك جزءاً صغيراً في مخ الإنسان مسؤول عن عمليات الإشباع، هذا الجزء يسمى "منطقة الخواص" وهذه المنطقة يمكن أن تحتوي على صور لأناس نعرفهم أو حتى نتمنى أن نعرفهم كالمشاهير مثلاً. وكذلك تحتوي منطقة الخواص على أشياء نرغب في امتلاكها كامتلاك سيارة فاخرة مثلاً. كما تحتوي منطقة الخواص على الآراء والمعتقدات الخاصة بالدين والسياسة والموضوعات الأخرى الممتعة بالنسبة لنا.
منطقة الخواص تتمركز حول الحاجات وإشباعها، إلاّ أنها أكثر خصوصية فيما يتعلق بالخواص. فعلى سبيل المثال لا تحتوي منطقة الخواص إلاّ على أناس نرغب في الاتصال بهم وفتح قنوات اتصال معهم، ولأهمية ذلك فإن المعالج الناجح هو الذي يستطيع التأثير على منطقة خواص المسترشد من خلال تعليمه كيفية التقرب بالطريق الصحيح نحو الناس الذين يرغب في التعامل والتقرب منهم (Corey, 2001).
رابعاً/ التحكم في العلاقات:
العلاج الواقعي يركز مباشرة على العلاقات الناقصة أو غير المشبعة والتي تسبب الكآبة كمشكلة. ومعرفة المشكلة وفهمها لا يتطلب جهدا أو مهارات محددة بالنسبة للمعالج. فالمسترشد في مثل هذا الموقف يلقي بلوم الإخفاق على الجانب الآخر من تلك العلاقة التي جلبت الشقاء الذي يعاني منه. والعلاج الواقعي لا يبحث عمن هو المذنب وإنما يركز على كيفية التحكم في مثل تلك العلاقة، هذه النقطة يفترض أن يتفهمها المرشد الاجتماعي قبل المسترشد، لأن العملاء في مثل تلك المواقف يشعرون بالضعف واليأس والوهن ويبررون ذلك بأنه نصيبهم وقدرهم في الحياة، وفي هذه الحالة يقوم المرشد الاجتماعي بتوضيح أن ذلك صحيح إلى حد ما، ولكن هل من المستحيل أن يكون نصيبك وقدرك أن تغير مجرى حياتك بنفسك نحو الأفضل. تذمر العملاء ربما يجعلهم يشعرون بشيء من الارتياح كلون من ألوان التنفيس الوجداني، ولكن هذا يفترض أن يكون لوقت قصير، لأن التذمر ليس فعالاً مع السلوكيات والتصرفات التي هي هدف العلاج الواقعي (Glasser, 1989).
على المرشد الاجتماعي أن ينبه المسترشد على أن التذمر لا يجلب السعادة. ولو كان كذلك لسعد كثير من الناس الذين يتذمرون بشكل يومي، كما أن على المرشد الاجتماعي ألا يستمع كثيراً إلى تذمر ولوم ونقد العملاء لأنها ليست لها أي فاعلية نحو السلوك، ومن جانب آخر أنها تدعو إلى القهر، لذا لابد أن تنجلي من العلاج ضمانا لنجاح العلاج الواقعي مع المسترشد (Glasser, 1989).
خامساً/ رفض التحويل أو الإسقاط:
إن العلاج الواقعي يرفض وبشدة مبدأ الإسقاط أو الإحالة. ويعتبر رفض التحويل أو الإسقاط من المسائل الأولية والأساسية التي على المرشد الاجتماعي والمسترشد أن يتفقا وبوضوح على أن المسؤولية هي مسؤولية المسترشد وليست مسؤولية أي شخص آخر. قد يتهرب المسترشد من ذلك، ولكن على المرشد الاجتماعي أن يكون أكثر وضوحاً وصدقاً، ويوضح للعميل بأن ذلك في صالحه، لأن تجنب الإسقاط يعني إدراك المسؤولية الشخصية من السلوك. والعلاج الواقعي يعتمد وبشكل كبير على الواقعية، التي هي الحقيقة بغض النظر عن شكلها أو سلبيتها (Corey, 2001).
سادساً/ التأكيد على الحاضر:
يرى "جلاسر" (Glasser, 2000) بأن الغالبية العظمى من العملاء يحتاجون إلى المرشد الاجتماعي لأنهم يعانون من مشكلات حدثت في الماضي وهم قد يدركون ذلك، وقد تكون لديهم القدرة على استعادة الماضي ومناقشته مع المعالج. فمن الأسباب التي تجعل العملاء يناقشون الماضي، ويغفلون الحاضر اعتقادهم بأن هذا ما يريده المرشد الاجتماعي. والحقيقة أن نتاج الماضي له بعدين:
1- نتاج الماضي لا يمكن تغييره.
2- نتاج الماضي لابد من معرفته وفهمه.
في العلاج الواقعي يتجنب العملاء الوضع المشكل بالنسبة لهم -الذي هو في العلاج الواقعي العلاقات الحالية غير المشبعة أو ناقصة الإشباع- حينما تكون لدى العملاء مشكلات من الماضي تصل إلى سن الطفولة، فهذا يعني أنه كانت هناك إساءة في معاملته كطفل، هذا من جانب، ومن جانب آخر يؤخذ هذا من وجهة نظر العلاج الواقعي على أنه ليس هناك ضرورة للخلاف حول من هو المخطئ أو المسيء، لأن حدث الماضي لا يمكن مسحه ولا يمكن تبديله، حتى وإن كانت أحداثه تؤذينا حالياً، وبذلك يفترض ألا يكون العملاء ضحايا للماضي المرير، ما لم يختاروا أن يكونوا كذلك. لذلك بحث الماضي ومناقشته لون من إضاعة للوقت وإهدار للجهد. وكل ما نحتاج إليه في العلاج الواقعي هو محاولة تغيير الحاضر إلى الأحسن من خلال تغيير السلوكيات والتصرفات والاقتراب أكثر من الناس الذين يكون المسترشد في حاجة إليهم (Glasser, 2000).وعلى المرشد الاجتماعي ألا يرفض مناقشة الماضي قطعيا، ولكن لا بأس أن يكرس الوقت الكاف الذي يمكن من خلاله التوضيح والتأكيد للعميل بأن إخفاقات الماضي ليس مرفوضا الحديث عنه لأجل الرفض فقط، وإنما لأن الماضي لا يمكن تغييره، وعلى المرشد الاجتماعي أيضا أن يؤكد على أهمية القرب من المشكلة الحالية، عوضا عن القرب من الماضي (Glasser, 2000).
سابعاً/ تجنب التركيز على الأعراض المرضية:
مثلما أن العلاج الواقعي يدعو إلى تجنب صرف وقتاً طويلاً في مناقشة أحداث الماضي مع المسترشد، فهو يؤكد على الفكرة نفسها فيما يتعلق بالأعراض المرضية. فالآلام والأعراض المرضية التي اختارها المسترشد – وفقا لاستراتيجية العلاج الواقعي- ليست ذات أهمية بالغة. وعلى المرشد الاجتماعي أن يصرف وقتا قليلا في التركيز على الآلام والأعراض المرضية، والسبب أنه ليس هناك من فائدة من التركيز على الآلام والأعراض المرضية ما لم تتحسن علاقات المسترشد التي هي في الواقع سبب الآلام والأعراض المرضية (Corey, 2001).
يقول "جلاسر" استنادا إلى خبرته الطويلة في ممارسة العلاج الواقعي، بأن العملاء لا يملون من الحديث عن آلامهم "يتذمرون" طالما أن المعالج يستمع، لذلك فإن الاستمرار في الحديث عن آلام والأعراض المرضية كالاستمرار في الحديث عن ماضي المسترشد؛ كلا الحالتين من شأنهما إطالة العملية العلاجية أو إعاقتها، وهو ما ليس في صالح كلا الاثنين المعالج والمسترشد (Glasser, 2000).
أولاً/ نظرية الاختيار:
تفترض نظرية الاختيار أن الإنسان ليس مولودا كصفحة بيضاء ثم تتولى الحياة الكتابة فيها منذ اليوم الأول بعد الولادة، وإنما الإنسان مولود ومعه خمس موروثات هي في الحقيقة حاجات أساسية لكل إنسان تقوده خلال حياته اليومية، ربما بشكل غير واضح، وهي الحاجة للبقاء، والحاجة للحب والانتماء، والحاجة للقوة والتملك، والحاجة للحرية والاستقلالية، وأخيرا الحاجة للمرح. فكل إنسان لديه هذه الحاجات الخمس، ولكن قوة كل حاجة تختلف من فرد لآخر. ووفقا لذلك، فعدم الشعور بالرضا مرده عدم إشباع واحد أو أكثر من هذه الحاجات. الإنسان ربما لا يكون واعيا بحاجاته بقدر وعيه بأنه متعب نفسيا، ومن هذا المنطلق يكون دور الممارس المهني تدريس أو تعليم المسترشد نظرية الاختيار التي ستمكنه من التعرف على الحاجة غير المشبعة سعيا لإشباعها. وفي نهاية المطاف إذا نجح المسترشد في فهم وتطبيق النظرية سيتولد لديه الشعور بالرضا وتنجلي المشكلة (Glasser, 1999 ; Corey, 2001).
تؤكد نظرية الاختيار على أن جميع ما نعمله منذ الولادة وحتى الوفاة هي سلوكيات مختارة ومدفوعة من الداخل، وجملة كل سلوك أو تصرف هو دائما أفضل محاولة عملت لأجل إشباع حاجة أو أكثر. والسلوك المحدد دائما له هدف لأنه يأتي ليسد الفجوة بين المأمول والواقع. جملة السلوك تعلمنا بأن السلوكيات وبشكل عام هي نتاج أربعة أجزاء واضحة ومترابطة هي:
1- الشعور.
2- التفكير.
3- وظائف الأعضاء.
4- الحركات.
هذه الأجزاء الأربعة لابد وأن ترافق أعمالنا، وشعورنا وتفكيرنا. ولتوضيح كيف تعمل هذه الأجزاء الأربعة نمثل للسلوك المختار بالسيارة، فالمحرك هو الحاجة الأساسية للإنسان، والمقود هو الذي يمكننا من اختيار الاتجاه الذي نريد، أما الأربعة أجزاء: الشعور، والتفكير، ووظائف الأعضاء، والحركات فهي العجلات الأربعة. التفكير والعمل، مختارات لذا فهن العجلات الأمامية، أما الشعور ووظائف الأعضاء فهي العجلات الخلفية التي عليها أن تتبع العجلات الأمامية حيث لا يمكن اختيارها بشكل مباشر وإنما يمكن اختيارها بشكل غير مباشر. فعلى سبيل المثال لو أن شخصا ما اختار أن يضرب برأسه في الحائط فهو سيؤلم رأسه، ولو اختار أن يجري في الحر فسوف يعرق بدنه. في كلا المثالين كان اختيار التفكير ثم العمل سابقين على اختيار ألم الرأس "الشعور" وتعرق البدن "وظائف الأعضاء".
ثانياً/ المسؤولية:
البشر مسؤولون عن قلقهم واكتئابهم وغضبهم وأوجاعهم، وهم حينما يختارون الشقاء يختارونه على أنه الأفضل بالنسبة لهم ولما يريدون، فالممارس المهني حينما يبدأ في تعليم المسترشد نظرية الاختيار –في الغالب- يعترض المسترشد قائلا: "أنا أتألم، لا تقل لي بأنني اخترت هذا الوضع" وعلى الممارس المهني أن يجيب بأن الاختيار لم يكن مباشرا، وهنا قد لا يقتنع المسترشد قائلا: ولماذا نختار الألم والمعاناة؟ والإجابة على هذا السؤال أوردها "جلاسر" (Glasser, 1998; 2000) في ثلاث تبريرات، تجيب على التساؤل التالي: لماذا يختار الناس الألم والمعاناة؟
1- حينما يشارك الإنسان أو يدخل في علاقات غير مشبعة أو محبطة، فمن الطبيعي أن يتولد الغضب، بسبب هذا الغضب قد يسئ الإنسان في القول أو الفعل في حق شخص أو أشخاص آخرين، ثم تأتي الكآبة وربما أعراض مرضية أخرى كخيار لردع الغضب.
2- الكآبة هي الطريق الشائع الذي أكتشفه الإنسان لأجل طلب المساعدة وبدون توسل أو استجداء، أليس الإنسان حينما يتألم تمد له يد المساعدة دون أن يطلبها؟
3- الكآبة والأعراض المرضية الأخرى تجعل الإنسان يتجنب عمل الأشياء التي يخشاها، أو لديه خوف منها، فعلى سبيل المثال لو فصل شخص من عمله بالتأكيد ستتولد لديه الكآبة، وقد يقول له الآخرين: "هيا بسرعة ابحث عن وظيفة أخرى لأن انتظارك الطويل سيصعب عليك الحصول على عمل بديل" وهذا كلام صحيح، ولكن لأنه يخاف من التجربة مرة أخرى أو من النبذ أو الرفض في حالة عدم حصوله على وظيفة جديدة، سيختار الكآبة قائلا: "سأبحث عن وظيفة بديلة، ولكن لأنني مكتئب سأوجل البحث".
وبما أن الإنسان هو الذي يختار أعماله، إذن هو المسؤول عن اختياراته. وفي العلاقات الاجتماعية ليس هذا معناه بأن الإنسان عليه أن يلوم أو يعاقب نفسه. ولكن المرشد الاجتماعي يدرك أن العملاء مسؤولون عن خياراتهم، رغم أن العملاء يرفضون وبشدة فكرة أنهم اختاروا السلوك المرفوض أو اختاروا العناد لأنفسهم، لذا لابد أن يكون المرشد الاجتماعي واعياً لئلا يدخل في نقاش ساخن مع المسترشد حول هذا الموضوع، حيث وفي مثل هذه المواقف يفضل أن يركز المرشد الاجتماعي على نقطة هنا والآن، أي ما يمكن للعميل أن يختاره كالتقرب إلى الناس الذين يحتاج إليهم. على سبيل المثال الموظف الذي لديه علاقات سيئة مع رئيسه، عوضاً عن أن يختار اللوم، لماذا لا يختار التعاون والاحترام في العلاقة بينه وبين الرئيس، لأن الموظف قد خسر في الاختيار الأول، الذي هو العلاقة السيئة التي جلبت له المتاعب، فقد ينجح في الاختيار الثاني الذي هو التعاون والاحترام.
ثالثاً/ منطقة الخواص:
ترى نظرية الاختيار أن هناك جزءاً صغيراً في مخ الإنسان مسؤول عن عمليات الإشباع، هذا الجزء يسمى "منطقة الخواص" وهذه المنطقة يمكن أن تحتوي على صور لأناس نعرفهم أو حتى نتمنى أن نعرفهم كالمشاهير مثلاً. وكذلك تحتوي منطقة الخواص على أشياء نرغب في امتلاكها كامتلاك سيارة فاخرة مثلاً. كما تحتوي منطقة الخواص على الآراء والمعتقدات الخاصة بالدين والسياسة والموضوعات الأخرى الممتعة بالنسبة لنا.
منطقة الخواص تتمركز حول الحاجات وإشباعها، إلاّ أنها أكثر خصوصية فيما يتعلق بالخواص. فعلى سبيل المثال لا تحتوي منطقة الخواص إلاّ على أناس نرغب في الاتصال بهم وفتح قنوات اتصال معهم، ولأهمية ذلك فإن المعالج الناجح هو الذي يستطيع التأثير على منطقة خواص المسترشد من خلال تعليمه كيفية التقرب بالطريق الصحيح نحو الناس الذين يرغب في التعامل والتقرب منهم (Corey, 2001).
رابعاً/ التحكم في العلاقات:
العلاج الواقعي يركز مباشرة على العلاقات الناقصة أو غير المشبعة والتي تسبب الكآبة كمشكلة. ومعرفة المشكلة وفهمها لا يتطلب جهدا أو مهارات محددة بالنسبة للمعالج. فالمسترشد في مثل هذا الموقف يلقي بلوم الإخفاق على الجانب الآخر من تلك العلاقة التي جلبت الشقاء الذي يعاني منه. والعلاج الواقعي لا يبحث عمن هو المذنب وإنما يركز على كيفية التحكم في مثل تلك العلاقة، هذه النقطة يفترض أن يتفهمها المرشد الاجتماعي قبل المسترشد، لأن العملاء في مثل تلك المواقف يشعرون بالضعف واليأس والوهن ويبررون ذلك بأنه نصيبهم وقدرهم في الحياة، وفي هذه الحالة يقوم المرشد الاجتماعي بتوضيح أن ذلك صحيح إلى حد ما، ولكن هل من المستحيل أن يكون نصيبك وقدرك أن تغير مجرى حياتك بنفسك نحو الأفضل. تذمر العملاء ربما يجعلهم يشعرون بشيء من الارتياح كلون من ألوان التنفيس الوجداني، ولكن هذا يفترض أن يكون لوقت قصير، لأن التذمر ليس فعالاً مع السلوكيات والتصرفات التي هي هدف العلاج الواقعي (Glasser, 1989).
على المرشد الاجتماعي أن ينبه المسترشد على أن التذمر لا يجلب السعادة. ولو كان كذلك لسعد كثير من الناس الذين يتذمرون بشكل يومي، كما أن على المرشد الاجتماعي ألا يستمع كثيراً إلى تذمر ولوم ونقد العملاء لأنها ليست لها أي فاعلية نحو السلوك، ومن جانب آخر أنها تدعو إلى القهر، لذا لابد أن تنجلي من العلاج ضمانا لنجاح العلاج الواقعي مع المسترشد (Glasser, 1989).
خامساً/ رفض التحويل أو الإسقاط:
إن العلاج الواقعي يرفض وبشدة مبدأ الإسقاط أو الإحالة. ويعتبر رفض التحويل أو الإسقاط من المسائل الأولية والأساسية التي على المرشد الاجتماعي والمسترشد أن يتفقا وبوضوح على أن المسؤولية هي مسؤولية المسترشد وليست مسؤولية أي شخص آخر. قد يتهرب المسترشد من ذلك، ولكن على المرشد الاجتماعي أن يكون أكثر وضوحاً وصدقاً، ويوضح للعميل بأن ذلك في صالحه، لأن تجنب الإسقاط يعني إدراك المسؤولية الشخصية من السلوك. والعلاج الواقعي يعتمد وبشكل كبير على الواقعية، التي هي الحقيقة بغض النظر عن شكلها أو سلبيتها (Corey, 2001).
سادساً/ التأكيد على الحاضر:
يرى "جلاسر" (Glasser, 2000) بأن الغالبية العظمى من العملاء يحتاجون إلى المرشد الاجتماعي لأنهم يعانون من مشكلات حدثت في الماضي وهم قد يدركون ذلك، وقد تكون لديهم القدرة على استعادة الماضي ومناقشته مع المعالج. فمن الأسباب التي تجعل العملاء يناقشون الماضي، ويغفلون الحاضر اعتقادهم بأن هذا ما يريده المرشد الاجتماعي. والحقيقة أن نتاج الماضي له بعدين:
1- نتاج الماضي لا يمكن تغييره.
2- نتاج الماضي لابد من معرفته وفهمه.
في العلاج الواقعي يتجنب العملاء الوضع المشكل بالنسبة لهم -الذي هو في العلاج الواقعي العلاقات الحالية غير المشبعة أو ناقصة الإشباع- حينما تكون لدى العملاء مشكلات من الماضي تصل إلى سن الطفولة، فهذا يعني أنه كانت هناك إساءة في معاملته كطفل، هذا من جانب، ومن جانب آخر يؤخذ هذا من وجهة نظر العلاج الواقعي على أنه ليس هناك ضرورة للخلاف حول من هو المخطئ أو المسيء، لأن حدث الماضي لا يمكن مسحه ولا يمكن تبديله، حتى وإن كانت أحداثه تؤذينا حالياً، وبذلك يفترض ألا يكون العملاء ضحايا للماضي المرير، ما لم يختاروا أن يكونوا كذلك. لذلك بحث الماضي ومناقشته لون من إضاعة للوقت وإهدار للجهد. وكل ما نحتاج إليه في العلاج الواقعي هو محاولة تغيير الحاضر إلى الأحسن من خلال تغيير السلوكيات والتصرفات والاقتراب أكثر من الناس الذين يكون المسترشد في حاجة إليهم (Glasser, 2000).وعلى المرشد الاجتماعي ألا يرفض مناقشة الماضي قطعيا، ولكن لا بأس أن يكرس الوقت الكاف الذي يمكن من خلاله التوضيح والتأكيد للعميل بأن إخفاقات الماضي ليس مرفوضا الحديث عنه لأجل الرفض فقط، وإنما لأن الماضي لا يمكن تغييره، وعلى المرشد الاجتماعي أيضا أن يؤكد على أهمية القرب من المشكلة الحالية، عوضا عن القرب من الماضي (Glasser, 2000).
سابعاً/ تجنب التركيز على الأعراض المرضية:
مثلما أن العلاج الواقعي يدعو إلى تجنب صرف وقتاً طويلاً في مناقشة أحداث الماضي مع المسترشد، فهو يؤكد على الفكرة نفسها فيما يتعلق بالأعراض المرضية. فالآلام والأعراض المرضية التي اختارها المسترشد – وفقا لاستراتيجية العلاج الواقعي- ليست ذات أهمية بالغة. وعلى المرشد الاجتماعي أن يصرف وقتا قليلا في التركيز على الآلام والأعراض المرضية، والسبب أنه ليس هناك من فائدة من التركيز على الآلام والأعراض المرضية ما لم تتحسن علاقات المسترشد التي هي في الواقع سبب الآلام والأعراض المرضية (Corey, 2001).
يقول "جلاسر" استنادا إلى خبرته الطويلة في ممارسة العلاج الواقعي، بأن العملاء لا يملون من الحديث عن آلامهم "يتذمرون" طالما أن المعالج يستمع، لذلك فإن الاستمرار في الحديث عن آلام والأعراض المرضية كالاستمرار في الحديث عن ماضي المسترشد؛ كلا الحالتين من شأنهما إطالة العملية العلاجية أو إعاقتها، وهو ما ليس في صالح كلا الاثنين المعالج والمسترشد (Glasser, 2000).
المفاهيم الأساسية لنظرية :
1- المسؤولية Responsibility
وهي جوهر العلاج بالواقع فقد قال عنها جلاسر: بأنها قدرة الفرد على تحقيق حاجاته وأهدافه بطريقة لا تحرم الآخرين من قدرتهم على تحقيق أهدافهم وحاجاتهم، والشخص المسئول هو الشخص المستقل فردياً، ولديه الدعم النفسي الداخلي كافي لتحديد ماذا يريد من الحياة ويشبع حاجاته بطريق مسؤولة تلبي حاجاته وأهدافه.
وجوهر العلاج في الواقع يقوم على تعليم الناس هذه المسؤولية، وكيف يصلون إلى أهدافهم وغاياتهم دون إيذاء الآخرين، ويرى جلاسر أنه من الضروري أن نعلم المسترشدين كيف يصيغون أهدافهم، ويشبعون حاجاتهم بطريقة مسؤولة دون أن يحرموا الآخرين من ذلك . (Corey, 1977)
2- الاستقلالية Autonomy:-
يرتبط هذا المفهوم مع النضج، حيث يشير إلى قدرة الفرد على استعمال الدعم الذاتي، أي أن يقوم الفرد بتحمل المسؤولية الشخصية، أي يقف على قدميه نفسيا، وهذا لا يعني بالضبط أن يكون مندمجا وان لا يعطي وان يحب، بل يتخلى عن دعم البيئة المحيطة له وخصوصاً الأسرة. (Corey, 1977)
3- الاندماج Involvement:
يقترب هذا المفهوم من مصطلح التعاطف، ولكنه يختلف عنه بأنه يتضمن الاتصال مع الآخرين وليس مجرد عاطفة، ويرى جلاسر أن هذه المهارة يجب أن توجد لدى المرشد أو المعالج، وهي أساس نجاح العلاقة بينهما، كما انها مهمة من أجل نجاح العلاقات مع المجتمع المحيط للفرد: مثل الأم، والأب، والمعلمين، والطلاب، وغيرهم.( الزيود، 1998(
4- الحاجات إشباع الحاجات Needs))
يرى جلاسر أن السلوك غير المسؤول ينتج عندما يفشل الناس في أن يتعلموا القدرة على إشباع حاجاتهم بطريقة صحيحة، وبالتالي فهم يلجئون لأي طريقة لإشباع حاجاتهم بغض النظر عن الأسلوب، أي تصبح الغاية تبرر الوسيلة، وبغض النظر عن نوعية السلوك الذي يختارونه فمثلا : هناك من يخاف من الأماكن المزدحمة والضيقة، أو الطائرات أو المصاعد مع أنهم يعرفون بصراحة عدم عقلانية مخاوفهم، ويختار البعض الانتحار بدلا من مواجهة الواقع، مع انه كان بمقدورهم مواجهة مشكلاتهم من خلال سلوك أكثر مسؤولية.
وهناك مجموعة من الحاجات البيولوجية الأساسية لدى الإنسان مثل الحاجة إلى البقاء والتنفس والتناسل والهضم و التعرق وضغط الدم المنتظم، وهي تحدث بشكل تلقائي، وكذلك صنف جلاسر أربعة حاجات أساسية نفسية عند الإنسان هي التي تقوده إلى البقاء وهي :
أ- الحاجة إلى الانتماء : تتضمن الحاجة إلى الأهل والأصدقاء والحب، أي مجتمع يحبه الفرد ويعيش فيه ويحس انه ينجذب إليه دائما، أي يٌحب ويحب مما يستدعيه إقامة علاقات إنسانية مع الآخرين لتحقيق هذه الحاجة ولو بأقل شكل ممكن.
ب- الحاجة إلى القوة : وهي تتضمن احترام الذات وتقدير المنافسة، أي أن يستمد الفرد قوته من احترامه لذاته ومن تقدير الآخرين له، ومن منافسة الآخرين والتفوق عليهم.
ت-الحاجة إلى المتعة : وهي تتضمن المتعة، واللعب، والضحك، والاستمتاع، وكذلك المتعة في الأكل مثلاً، وهي أكثرها ما يجذب الفرد إلى الحياة مع أن هناك من يرى أن الحياة نفسها متعة.
ث- الحاجة إلى الحرية : أن يكون الفرد حراً في تحديد أمور تتعلق في مصيره، وهذه الحاجة تتطلب التزام معقد من التفاعل خصوصاً إذا كان الفرد يريد السيطرة القصوى على اكثر أمور حياته.
وحين يفشل الفرد في تحقيق هذه الحاجات النفسية فأنه غالبا ما سوف يلجأ إلى استخدام سلوكيات سلبية : مثل ( القلق وشرب الكحول والإدمان والعدوان وغيرها......) وبالتالي يكون هدف العلاج الواقعي هنا تعلم طرق مناسبة لتحقيق حاجاتهم وسعادتهم بطريقة فعالة، ومن اجل تحقيق حاجاتهم، أو رسم خطط لتحقيق أهدافهم في الحياة.(الخواجا، 2002 (
5- الهوية Identity:
وهي حاجة نفسية يسعى لتحقيقها كل فرد، وتميزه عن غيره وتنتج الهوية من الكيفية التي يرى الإنسان نفسه بها بالنسبة للآخرين، وقد ميز جلاسر بين نوعين من الهوية وهما:
أ- هوية النجاح : ترى أن الفرد يعرف نفسه ويرى نفسه مقتدراً وقادرا على كل شيء وله أهمية، فالأشخاص الذين لديهم هوية ناجحة يشعرون بأهميتهم بالنسبة للآخرين ولديهم القدرة على التأثير في بيئتهم ويستطيعون التحكم في المجتمع والاندماج مع الآخرين وتحقيق حاجاتهم.
ب-هوية الفشل : هي الهوية التي يكونها الأشخاص الذين لم تكن لهم علاقات وثيقة مع الآخرين، والذين لا يتصرفون بمسؤولية، ويرون أنفسهم غير محبوبين ولا أهمية لهم ولديهم شعور دائم بخيبة الأمل (الزيود، 1998 (
6- الواقع Reality:
وهو السلوك الحالي للفرد، وإذ يركز جلاسر في نظرية على السلوكيات الحالية للفرد أكثر من تركيزه على السلوكيات الماضية، ويرى أن السلوك الحاضر هو الذي يعمل المرشد على تغيريه والتحكم به ويدرك من تركيزه على الماضي تركيزه على الحاضر، أي بالقدر الذي يخدم الحاضر، وكذلك يدرس العالم الواقعي وان الحاجات الشخصية يجب تحقيقها ضمن المدى أو المحددات التي يفرضها هذا العالم. (Corey, 1977)
7- التعلم Learning:
يظهر من خلال الحياة، وهو مفهوم أساسي في العلاج الواقعي (ونحن عبارة عن ما نفعله، وبعبارة أوضح نحن عبارة عن ما نتعلم فعله) والهوية توجد أو تدمج السلوكيات المتعلمة وغير المتعلمة (رمضان، 2002(
8- البدائل Alternatives:
أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل انفعالية يصعب عليهم إيجاد حلول وبدائل كثيرة لمشاكلهم، والتنوع في هذه البدائل وهنا تأتي مهمة المرشد في شرح وتفسير البدائل، ويساعد على وضع قائمة تشمل على عدة بدائل محتملة للمشكلة ومن غير أي حكم مبدئي على أهميتها، ثم يساعده المرشد على اختيار وتقييم اكثر هذه البدائل موضوعية ومنطقية، وأكثرها توافقا مع الهدف.(الخواجا، 2002)
9- الحب Love:
عند جلاسر هو ما نفعله وليس ما نشعر به، وهو الاهتمام أكثر والمركز في الشيء والذي لا ينقطع، أي يستحوذ على مجمل اهتمام الفرد.
10- فردية الفرد
هو يرتبط مباشرة بالهوية الناجحة ويعتبر ضرورياً لتحقيق الدافعية.
11- القوة النمائية Growth Force :
كل فرد يرغب بان يكون لديه هوية ناجحة وان يكون علاقات جيدة مع الآخرين. وعندما يعجز الفرد عن ذلك عليه أن يغير هويته وشعوره وتفكيره وسلوكه، ويقول جلاسر نحن نعمل و نصنع السلوك وإذا أردنا تغيير ما نحن عليه يجب علينا تغيير ما نعمله ونبدأ بطريق جديد لسلوكياتنا.
المراجع:
http://faculty.ksu.edu.sa/majeedah/default.aspx
http://www.eawraq.com
- الزيود- نادر( 1998)، نظريات الإرشاد والعلاج النفسي، دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان.
- الخواجا، عبدالفتاح (2002)، الإرشاد النفسي والتربوي، دار العملية للنشر والتوزيع، عمان.
- الزيود، نادر(2004)، نظريات الإرشاد والعلاج النفسي، دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان.
- Gory, Gerald (1977), theory and practice of counseling and psycho therapy publishing co,montorey ,CA.
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
